مقدمة الفصل الأول:
تعتبر
المؤسسة
النواة الأساسية في الاقتصاد والتنمية الوطنية حيث إنها تعتبر نقطة ارتكاز حياة المجتمع كما إن التطور الهام والواسع الذي شهدته التكنولوجيا وأثرها في الحياة جعل المؤسسة تتحكم وتؤثر حد بعيد في إنتاجها واستعمالها سواء من حيث التمويل أو من حيث النتاج, ومن أدوات التسيير التي تساعد المؤسسات على تحقيق أهدافها نجد المحاسبة التحليلية التي لها دور كبير في تحليل التكاليف وتقدير الإيرادات.
حيث أننا سنتطرق في هذا الفصل إلى تبيان المفاهيم العامة حول المؤسسة والمحاسبة التحليلية وكذا دراسة أسس المحاسبة التحليلية وتقسيمات التكاليف وهذا لإبراز العلاقة بين المؤسسة والمحاسبة التحليلية بصورة واضحة.
المبحث الأول : المؤسسة.
المطلب الأول: تعريف المؤسسة:
01 تعريف 01 : تعرف المؤسسة عادة في كتب التسيير بصفة بسيطة كمجموعة
من الموارد البشرية والمادية والمالية ولكن هذا التعريف التقليدي غير كافي فلقد أدخل علماء حديثون عنصرا آخر يهم الموارد المعلوماتية ويبقى هذا التعريف مرتبطا بالتعريف الاقتصادي الكلاسيكي للمؤسسة الذي يدور حول العناصر الأساسية وهي : رأس المال, اليد العاملة, الموارد الطبيعية, أصبحت المؤسسة حاليا ليست إلا مجموعة من الموارد بل مجموعة منظمة ومهيكلة تخضع لمنطق دقيق ولمقاييس محددة من الناحية الهندسية والناحية البشرية, ومن هذا المنطق تصبح المؤسسة كيفما كانت صناعية تجارية أو خدمات.
تعريف02: تطور تعريف المؤسسة من ثلاثة تطور تعريف المؤسسة منذ ثلاثة قرون.
في الماضي كانت المؤسسات تتميز بعمليات السوق، إذ عرفت كمنظمة تسويقية لإنتاج السلع و الخدمات و كانت المؤسسات الأولى تعرف كمنظمات فلاحية صغيرة حيث تميزت بصغر حجمها، و بقدرة تكنولوجية صغيرة،و بعلاقات مباشرة و شخصية بين صاحب المؤسسة و العمال، و بعلاقات ضيقة بين الدخل و المساهمات الشخصية .
فتعريف المؤسسة يختلف عند معظم الفقهاء على سبيل المثال ، نذكر بعض التعاريف البارزة :
تعريف شمبتر (Shumpeter): المؤسسة تكون مركزا للإبداع و مركزا للإنتاج.
تعريف بيرو ( Perroux) : تقوم المؤسسة بتركيب السلطات .
تعريف قلبرات (Galbraith): تتميز المؤسسة بتقسيم السلطات و بروز الهيكل تقنيون (Technostructure)الذين يملكون السلطة.
المطلب الثاني: أنواع المؤسسات:
تنقسم المؤسسات حسب معايير مختلفة ومتعددة نذكر منها:
أولا: طبيعة النشاط الاقتصادي: يمكن التمييز بين المؤسسات:
- الصناعية: هي التي تقوم بتحويل المواد الأولية للحصول على منتج جديد تام الصنع
تجارية: تقوم بشراء سلع لإعادة بيعها على حالها دون إدخال أي تعديل عليها
- خدمية: تقوم بتقديم بخدمات للزبائن مقابل أجر كشركات النقل.
مؤسسات فلاحية: و هي التي تهتم بزيادة إنتاجية الأرض واستصلاحها.
- المالية: وهي التي تقوم بنشاطات مالية مثل البنوك وشركات التأمين.
- المختلطة: وهي التي تمارس نشاطين أو أكثر من الأنشطة السابقة.
ثانيا :طبيعة الملكية: ونجد منها:
المؤسسات العامة (العمومية): و هي المؤسسات التي تعود ملكيتها للدولة باسم المجتمع مثل الولاية أو البلدية تسير وفق القوانين وإجراءات تحددها الدولة.
- المؤسسات الخاصة: و هي المؤسسات التي تعود ملكية وسائل الانتاج فيها للقطاع الخاص, أي أن رأس المال يكون ملكا لشخص واحد أو مجموعة من الأشخاص
شركات مختلطة: وهي مؤسسات تعود ملكيتها بصورة مشتركة للدولة والقطاع الخاص.
ثالثا الشكل القانوني:
المؤسسات الفردية: هي المؤسسات التي يملكها شخص واحد, حيث يكون هو المسؤول الوحيد عليه العمل بكفاءة لتحقيق أكبر ربح ممكن.
الشركات: وهي المؤسسات التي تعود ملكيتها إلى شخصين أو أكثر. ويمكن التمييز بين عدة أنواع منها:
- شركات الأشخاص: مثل شركات التضامن.
- شركات الأموال: أهمها شركة مساهمة (الشركة المجهولة).
- الشركات الوسيطة: بين شركات الأشخاص والأموال أبرزها الشركات ذات المسؤولية المحدودة .
المطلب الثالث: وظائف المؤسسة:
يمكن تقسيم وظائف المؤسسة كما يلي: أولا الوظيفة الإدارية: إن العملية الإدارية تتمثل في أربعة وظائف أساسية تتشكل فيما بينها مزيجا متكاملا يمكن للمدير من خلالها الوصول إلى أهداف وحدة التنظيم والتسيير والتي تتمثل فيما يلي : 1-التخطيط 2- التنظيم 3- التوجيه 4- الرقابة.
ثانيا الوظيفة التقنية: (وظيفة الإنتاج): قد تختلف أهداف مسيري الإنتاج وقد تتعدد إلا انّه بصفة عامة فأن الهدف الرئيسي لهم هو تعظيم الإنتاج بالنسبة إلى التكاليف معينة حتى يمكن تعظيم الربح.
- دائرة الإنتاج: تقوم بمجموعة من الدراسات مثل:تخطيط الإنتاج ومتابعة برامج العمل.
- دراسة مدى حاجة الاقتصاد الوطني (السوق الداخلية) إلى منتجات المؤسسة.
- دائرة مراقبة النوعية تعمل على مراقبة الجودة النتاج وترقيته.
دائرة الصيانة التي تكتسي دورا كبيرا لما لها من أثر كبير في تسيير الإنتاج وبالتالي على مردودية المؤسسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق